لماذا
النوم ؟
برغم أن الإنسان
يقضي حوالي ثلث حياته نائماً، إلا أن الأكثرية لا يعرف الكثير عن !
ولا يعرف لماذا ينام
؟!
هناك اعتقاد سائد
بأن النوم عبارة عن خمول في وظائف الجسم الجسدية والعقلية
يحتاجه الإنسان لتجديد نشاطه.
والواقع
المثبت علمياً خلاف ذلك تماماً، حيث أنه :
- يحدث خلال النوم
العديد من الأنشطة المعقدة على مستوى المخ والجسم بصفة عامة وليس
كما يعتقد البعض. بل على العكس، فإن بعض الوظائف
تكون أنشط خلال النوم كما أن بعض
الأمراض تحدث خلال
النوم فقط وتختفي مع استيقاظ المريض.
- خلال هذا الوقت
الطويل تحدث العديد من التغيرات والوظائف العضوية الهامة للجسم
من إعادة بناء لأنسجة الجسم وإفراز هرمونات
وغيرها
- يحصل الكثير من
أعضاء الجسم على راحته كالقلب والدماغ وغيرها.
- آلية النوم عملية
معقدة ترتبط فيها مختلف الأعضاء ارتباطا وثيقا.
عندما يكون الإنسان
مستيقظاً فإن المخ يكون لديه نشاطاً كهربائياً معيناً، ومع حلول
النوم يبدأ هذا النشاط بالتغير .
فالنائم
يمر خلال نومه بعدة مراحل من النوم لكل منها دورها. فهناك :
- المرحلة
الأولى والثانية : ويكون النوم خلالهما خفيفاً ويبدآن مع بداية النوم.
- بعد
ذلك تبدأ المرحلة الثالثة والرابعة : أو ما يعرف بالنوم العميق،
وهاتان المرحلتان
مهمتان لاستعادة
الجسم نشاطه، ونقص هاتين المرحلتين من النوم ينتج عنه النوم الخفيف
غير المريح والتعب
والإجهاد خلال النهار.
- وبعد حوالي
التسعين دقيقة تبدأ مرحلة الأحلام أو ما يعرف بمرحلة حركة العينين السريعة،
وتحدث الأحلام خلال
هذه المرحلة، وهذه المرحلة مهمة لاستعادة الذهن نشاطه. والمرور بجميع
مراحل النوم يعرف
بدورة نوم كاملة.
وخلال نوم الإنسان الطبيعي
(6-8 ساعات) يمر الإنسان بحوالي 4-6 دورات نوم كاملات.
وهنا تظهر عظيم نعمة
الله تعالى في أن وصف النوم بـ ( سباتاً ) ..
قال المفسرون :
سباتاً أي : قطعاً للتعب والنصب ممتداً في السكن والراحة . .
فهو . .
سكن يسكن فيه الجسد
من لؤاء التعب والنصب والجهد .
سكن يسكن فيه الدماغ
ليستعيد حيويته .
سكن يسكن فيه القلب
بلا ضجر ولا هم أو غم أو قلق .
قال
تعالى : " أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ
وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ "
لكن متى يتحقق هذا السبات
والسكن تحققاً حقيقياً ؟!
إنه لن يتحقق ذلك
إلا حين يحقق الإنسان شكر هذه النعمة بالتزام الهدي النبوي فيها .
من هنا نعلم أن
النوم ليس فقداناً للوعي أو غيبوبة وإنما حالة خاصة يمر بها الإنسان، وتتم خلالها
أنشطة معينة. تحتم
عليه آدابا معينة ليكون النوم ( سباتاً ) !
النوم
الطبيعي ؟!
في دراسة للمركز
الوطني للإحصاءات الصحية بالولايات المتحدة الأمريكية، وجد أن
اثنين من كل عشرة أشخاص ينامون أقل من 6 ساعات
في الليلة ، وواحد من كل عشرة ينام 9
ساعات أو أكثر في الليلة. ويدعى الأشخاص الذين
ينامون أقل من 6 ساعات بأصحاب
النوم القصير،
والذين ينامون أكثر من 9 ساعات بأصحاب النوم الطويل، ولكنهم طبيعيون.
والذي يتأمل نصوص
السنة وهديه صلى الله عليه وسلم في النوم يجد أن المعدّل الطبيعي للإنسان
العادي في العموم الغالب هو نوم ( سبع ساعات في
اليوم ) يقل العدد في حدّ أدنى إلى ( 5 )
ساعات ! ويرتفع في
حدّ أقصى إلى ( 10 ) ساعات في اليوم الواحد . وذلك على حسب اختلاف
طول الليل والنهار بين فصلي الشتاء والصيف .
على ضوء
هذا نستطيع أن نقوم بعملية حسابية لاحتساب عدد ساعات النوم الطبيعي للإنسان العادي
كما يلي :
1 - فترة القيلولة ،
وهي النوم في وسط النهار عند الزوال وما قاربه من قبل أو بعد . ويقدر وقت
القيلولة في حدٍّ أعلى ( ساعة ) تقريباً .
2 - النوم الليلي :
تقدّر عدد ساعات النوم الليلي - من بعد صلاة العشاء وحتى أذان الفجر –
بـ ( 7 ) ساعات . في فصل الصيف و ( 9 ) ساعات
تقريباً في فصل الشتاء .
فيصير مجموع ما
ينامه الإنسان :
- ( 8 ) ثمان ساعات
في فصل الصيف .
- ( 10 ) عشر ساعات
في فصل الشتاء .
وإذا
اعتبرنا أن الإنسان حريص على قيام الليل واستغلال الثلث الأخير من الليل فيكون
بذلك معدّل نومه :
- ( 5 - 6 ) ساعات
في فصل الصيف .
- ( 7 - 8 ) ساعات
في فصل الشتاء .
اعتقاد
خاطئ !
يعتقد بعض الناس
أنهم يحتاجون إلى ثمان ساعات نوم يومياً، وأنه كلما زادوا من عدد ساعات
النوم كلما كان ذلك
صحياً أكثر، وهذا اعتقاد خاطئ. !!
فإن عدد ساعات النوم
التي يحتاجها الإنسان تختلف من شخص إلى آخر .
فعلى سبيل المثال
إذا كنت تنام لمدة خمس ساعات فقط بالليل وتشعر بالنشاط في اليوم التالي فإنك
لا تعاني من مشاكل في النوم. البعض الآخر يعزي
قصور أداءه وفشله في بعض الأمور الحياتية إلى
النقص في النوم، مما يؤدي إلى الإفراط في
التركيز على النوم، وهذا التركيز يمنع صاحبه من
الحصول على نوم مريح بالليل ويدخله في دائرة
مغلقة. لذلك يجب التمييز بين قصور الأداء الناتج
عن نقص النوم وقصور
الأداء الناتج عن أمور أخرى، كزيادة الضغوط في العمل وعدم القدرة على
التعامل مع زيادة
التوتر وغيرها.
واليوم ولم يعد
الناس يستخدمون النار للإضاءة لكنهم يستخدمونها لأمور معيشتهم من طبخ
وغيره فيدخل في هذا الباب :
- إغلاق اسطوانات
الغاز قبل النوم خشية تسرّب الغاز .
- إطفاء جمر المجمرة
التي تستخدم عادة للبخور .
- التأكد من إغلاق أجهزة
( كي الملابس ) . وكل ما من شأنه الإحراق إن لم ينتبه له .
وكذلك غلق الأبواب
والمنافذ . .
وحفظ الأطعمة ، فإنك
ترى أنك حين تترك طعاما مكشوفاً يكون عرضة لتجمع الدواب والحشرات
التي قد تضر - حمانا الله وإياكم -
فتأمل هذا الأدب
الذي نراه بسيطاً في تطبيقه ، لكنه عظيم في مآله ومعناه !
2- أن
لا ينام على سقف ليس له حائط .
جاء عند ابي داود
رحمه الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
« مَنْ بَاتَ عَلَى
ظَهْرِ بيْتٍ لَيْسَ عَلَيْهِ حِجَارٌ فقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ».
وعند أحمد : « من بات فوق بيت ليس له أجار يرد رجله أو يدفع قدميه ، فوقع
فمات فبرئت منه الذمة "
قيل في معنى ذلك :
إن لكل من الناس عهداً من الله تعالى بالحفظ فإذا ألقى بيده إلى التهلكة انقطع
عنه.
فالنائم لا يشعر
بحركة جسمه وتقلبه في نومه في العموم الغالب ، وهو مظنة للسقوط من على هذا السقف
فيكون الإنسان قد
تسبب في إيذاء نفسه !!
- أن
لا ينام بمفرده .
فعن ابن عمر: أن النبيّ صلى الله عليه وسلم نهى عن الوَحْدَة، أن يبيت الرجل
وحدَه، أو يسافر وحدَه.
أخرجه أحمد .
وذلك لما يحصل في
الوحدة من الوحشة وكثرة الأوهام ولعب الشيطان بالعبد حين يكون وحيدا
4- أن
لا يلتحف اثنان في لحاف واحد إلا أن تكون زوجته .
يقول ابن حجر في
الفتح ثبت في بعض الطرق النهي عن نوم الجماعة في لحاف واحد ، ويظهر
أن النهي دفعاً وسدّاً لذريعة الفتنة والافتتان
.
أما الزوجة فيجوز
التلحّف معها في لحاف واحد حتى لو كانت حائضاً . لحديث ابن عباس رضي
الله عنهما قَالَ:
سَمِعْتُ مَيْمُونَةَ ، زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: كَانَ
رَسُولُ اللّهِ يَضْطَجِعُ
مَعِي وَأَنَا
حَائِضٌ، وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ ثَوْبُ. " رواه مسلم .
5-
التفريق في المضاجع بين الأولاد والبنات في نومهم .
لحديث : «مُرُوا
أَوْلاَدَكُم بالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْع سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ
عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ،
وَفَرِّقُوا
بَيْنَهُمْ في المَضَاجِعِ» . رواه أبو داود في سننه .
جاء في عون المعبود
: قال المناوي في فتح القدير شرح الجامع الصغير: أي فرقوا بين أولادكم في
مضاجعهم التي ينامون
فيها إذا بلغوا عشراً حذراً من غوائل الشهوة وإن كن أخوات. قال الطيبي:
جمع بين الأمر بالصلاة والفرق بينهم في المضاجع
في الطفولية تأديباً لهم ومحافظة لأمر الله كله
وتعليماً للمعاشرة بين الخلق، وأن لا يقفوا
مواقف التهم فيجتنبوا المحارم . انتهى .
وقد أثبت الطب
الحديث أن النوم على الشق الأيمن هو الأفضل في تحقيق السكن الصحي والجسدي للنائم .
فمن أسرار النوم على
الشق الأيمن :
- أن الرئة اليسرى
أصغر من اليمنى فيكون القلب أخف حملاً .
- و تكون الكبد
مستقرة لا معلقة .
- و المعدة جاثمة
فوقها بكل راحتها .
- أسهل لإفراغ ما
بداخلها من طعام بعد هضمه .
- النوم على الشق
الأيمن من أروع الإجراءات الطبية التي تسهل وظيفة القصبات الرئوية
اليسرى في سرعة
طرحها لإفرازاتها المخاطية .
كما أثبتت بعض
الدراسات أن توسد اليد اليمنى مع الجانب الأيمن للدماغ يؤدي إلى أحداث سلسلة
من الذبذبات يتم من
خلالها تفريغ الدماغ من الشحنات الزائدة والضارة مما يؤدي الى
الاسترخاء المناسب لنوم مثالي .
النوم على
البطن :
- ضيق في التنفس لأن
ثقل كتلة الظهر العظمية تمنع الصدر من التمدد و التقلص عند الشهيق و الزفير .
- تؤدي إلى انثناء
اضطراري في الفقرات الرقبية .
- تؤدي إلى احتكاك
الأعضاء التناسلية بالفراش مما يدفع إلى ممارسة العادة السرية .
- كما أن الأزمة
التنفسية الناجمة تتعب القلب و الدماغ .
وقد لاحظ باحث
أسترالي* ارتفاع نسبة موت الأطفال المفاجيء إلى ثلاثة أضعاف عندما ينامون على
بطونهم نسبة إلى الأطفال الذين ينامون على أحد الجانبين .كما نشرت مجلة التايم
دراسة بريطانية مشابهة تؤكد ارتفاع نسبة الموت المفاجىء عند الأطفال الذين ينامون
على بطونهم
مضار
النوم على الظهر :
- تسبب التنفس
الفموي لأن الفم ينفتح عند الاستلقاء على الظهر لاسترخاء الفك السفلي .
والتنفس من الفم
يعرض صاحبه لكثرة الإصابة بنزلات البرد و الزكام في الشتاء ، كما يسبب جفاف اللثة
و
من ثم إلى التهابها الجفافي ، كما أنه يثير
حالات كامنة من فرط التصنع أو الضخامة اللثوية .
- في هذه الوضعية
أيضاً فإن شراع الحنك و اللهاة يعارضان فرجان الخيشوم و يعيقان مجرى التنفس
فيكثر الغطيط و
الشخير .
- يستيقظ المتنفس من
فمه و لسانه مغطى بطبقة بيضاء غير اعتيادية إلى جانب رائحة فم كريهة .
- هذه الوضعية غير
مناسبة للعمود الفقري لأنه ليس مستقيماً و إما يحوي على انثناءين رقبي و قطني .
- تؤدي عند الأطفال
إلى تفلطح الرأس إذا اعتادها لفترة طويلة .
.
|