مضار
النوم على الشق الأيسر :
- القلب حينئذ يقع
تحت ضغط الرئة اليمنى ، و التي هي أكبر من اليسرى مما يؤثر في وظيفته
و يقلل نشاطه و خاصة عند المسنين .
- تضغط المعدة
الممتلئة عليه فتزيد الضغط على القلب و الكبد .
- يبقى الكبد الذي
هو أثقل الأحشاء غير ثابت بل معلقاً بأربطة و هو موجود على الجانب الأيمن فيضغط
على القلب و على
المعدة مما يؤخر إفراغها .
- وقد أثبتت التجارب
التي أجراها غالتيه و بوتسيه * إن مرور الطعام من المعدة إلى الأمعاء يتم في فترة
تتراوح بين 2,5 ـ4,5
ساعة إذا كان النائم على الجانب الأيمن و لا يتم ذلك إلا في 5 ـ 8 ساعات إذا
كان على جنبه الأيسر
.
من هنا عُلم سماحة
هذا الدين في آدابه وحرصه على تحقيق كل منفعة للعباد ودفع كل مفسدة
كانت حسية أو معنوية
. جاء عند البخاري عن
ابي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا
رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها ، وإذا رأى
غير ذلك ممايكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا
تضره "
وعند الترمذي عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا رأى
أحدكم الرؤيا الحسنة فليفسرها وليخبر بها ، وإذا رأى الرؤيا القبيحة فلا يفسرها
ولا يخبر بها "
وعند الشيخين عن أبي
سلمة رضي الله عنه قال : لقد كنت أرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت أبا قتادة يقول :
وأنا كنت أرى الرؤيا تمرضني حتى سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "
الرؤيا الحسنة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب ، وإذا رأى
ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان وليتفل ثلاثاً ولا يحدث بها أحدا
فإنها لن تضره "
وفي رواية لمسلم :
" فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر "
وعند مسلم من حديث
جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها
فليبصق عن يساره ثلاثاً وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً وليتحوّل عن جنبه الذي
كان عليه "
وعنده من حديث أبي
هريرة : " فإن رأى ما يكره فليقم فليصلّ ولا يحدث بها الناس "
* العادات الصحيّة
لنوم هادئ ساكن .
وهو الجانب الآخر
نحو تحقيق تكامل السكن الروحي والنفسي من عملية النوم .
الهدي النبوي
والآداب النبوية تحقق جانباً مهماً من السكن ، ويتكامل هذا السكن مع تكامل الأخذ
بجملة من العادات الصحية حين النوم .
من هذه العادات :
• استرخ قبل النوم .
فالإنسان الذي يستمر
في العمل حتى وقت نومه عادة ما يجد صعوبة في النوم لأن جسمه لم يأخذ حاجته من الاسترخاء
الذي عادة ما يسبق النوم.
• تجنب إجبار نفسك
على النوم .
فالنوم لا يأتي
بالقوة. بدلاً عن ذلك ركز على عمل شئ هادئ يريح بالك كالقراءة أو سماع شريط أو
قراءة آيات من القرآن للمساعدة على الاسترخاء. ومن هنا نعلم أهمية التزام أذكار ما
قبل النوم في حالة من التدبر والهدوء والتأمل في معاني هذه الأذكار .
فإذا شعرت بعدم
القدرة على النوم، فانهض واذهب إلى غرفة أخرى ولا تعد إلى غرفة النوم إلا أن تشعر
بالنعاس، عندها فقط عد إلى السرير. إذا لم تستطع النوم غادر غرفة النوم مرة أخرى.
الهدف من هذه
العملية هو الربط ما بين السرير والنوم ، ويجب الإدراك أن محاولة إجبار النفس على
النوم عند عدم الشعور بالنعاس ينتج عنه الانزعاج والتذمر أكثر من كونه ينفع النوم.
فاختصار الوقت في السرير يحسن نومك، في حين أن الإفراط في الوقت في السرير ينتج
عنه نوم متقطع.
أعد الخطوة أعلاه
كلما دعت الحاجة طوال الليل. قد تضطر خلال الليلة الأولى إلى النهوض من خمس إلى
عشر مرات أي أنك لن تنال قسطاً كافياً من النوم. ولكن زيادة الحرمان من النوم في
الليالي الأولى يسهل الاستغراق في النوم فيما بعد. وباستخدام الطريقة السابقة
والالتزام بها، عادة ما يعود النوم إلى طبيعته خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وقد
أوضحت الدراسات العلمية فعالية هذا الأسلوب في العلاج.
• إذهب للفراش عندما
تشعر بالنعاس فقط.
• لا تكثر البقاء في
الفراش وأنت مستيقظ .
واحصر بقاءك في
الفراش على الفترة التي تحتاجها للنوم.
• أخفِ ساعة المنبه
.
ولا تجعلها أمامك
إذا كان النظر إليها يزعجك. ولكن اضبط المنبه للاستيقاظ صباحا.
لأن النظر المتكرر
لساعة المنبه قد يزيد التوتر ومن ثم الأرق، ولأجل ذلك ايضا ينبغي تجنب استخدام
الساعات التي تضئ بالليل.
• الانتظام في
مواعيد النوم والاستيقاظ .
يقول البروفسور
أوزولد : " إذا كنت تريد أن تنام بسرعة حين تخلد إلى النوم فانهض باكرا في
الصباح . وافعل ذلك بانتظام ، فبذلك تحصل على أفضل أنواع النوم . وتكون أكثر سعادة
وأعظم نشاطا طوال النهار " .
ويقول الدكتور حسان
باشا : أكد الأطباء أن أهنأ نوم هو ما كان في أوائل الليل ، وأن ساعة نوم قبل
منتصف الليل تعدل ساعات من النوم المتأخر ، ويقول الدكتور شابيرو في كتاب Body Clock : إن الذهاب
إلى النوم في وقت محدد كل مساء والاستيقاظ في وقت
معين كل صباح لا يحسن نشاط المرء في النهار فحسب ، بل يهيئ الشخص لنوم جيد في
الليلة التالية .
• حاول ممارسة
الرياضة بانتظام فالرياضة تساعد على النوم بشكل أفضل.
الدراسات العلمية
أثبتت أن الرياضيين ينامون بشكل أفضل من الذين لا يمارسون الرياضة، فالتمارين
العادية قد تشجع على النوم . ووقت ممارسة الرياضة ذو أهمية قصوى بالنسبة للنوم،
فبداية الدخول في النوم يصاحبها انخفاض في درجة حرارة الجسم، بينما الرياضة تزيد
من درجة الحرارة الجسم؛ لذلك يفضل أن يكون التمرين الرياضي قبل وقت النوم على
الأقل بثلاث إلى أربع ساعات.
• حاول التخفيف من
المنبهات.
• تجنب التدخين.
• وجبة خفيفة قبل
النوم قد تساعد على النوم.
كما يجب تجنب تناول
الوجبات الغذائية الثقيلة قبل موعد النوم بحوالي 3-4 ساعات، حيث أنه من
الثابت أن
تناول الوجبات الثقيلة في أي وقت من النهار يؤثر سلباً على جودة النوم.
* جو غرفة النوم .
يؤثر جو غرفة النوم
على النوم بدرجة كبيرة، فدرجة الحرارة المرتفعة أو المنخفضة جداً تؤثر سلباً على
نوعية النوم، لذلك يجب تعديل درجة حرارة الغرفة لتكون مناسبة.
ينتج عن الضوضاء
العالية المتقطعة نومٌ خفيف متقطع لا يساعد الجسم على استعادة نشاطه ولا يمنحه
الفرصة للحصول على مراحل النوم العميق. يمكن التخلص من هذه الضوضاء بما يسمى
"الضوضاء البيضاء" وهي أن يكون في الخلفية صوت ثابت الشدة ومتواصل كصوت
مروحة أو جهاز التكييف.
كما أن الضوء القوي
في غرفة النوم من العوامل التي تؤثر على النوم. لذلك يفضل أن يكون ضوء غرفة النوم
خافتاً.
* إذا كنت من الناس
اللذين تراودهم الأفكار والهواجس عندما يخلدون إلى النوم
ولا تستطيع إيقاف
تلك الأفكار، أو أنك تبدأ بالتفكير بجدول عمل اليوم التالي، فقد يكون الحل لك هو
(وقت إزالة القلق)، وذلك بتحديد وقت ثابت كل يوم (حوالي 30 دقيقة) وتصفية جميع
الأمور المقلقة باستخدام ورقة وقلم. اتباع ذلك سوف يسمح لك بالذهاب إلى الفراش
بفكر صافٍ ومستريح.
* الغفوة خلال
النهار تساعدك على نوم هادئ ساكن في الليل .
الأمر الذي ندبت
إليه السنة في بعض الآثار .
ووقت القيلولة هو ما
بين وقت الضحى وصلاة الظهر تقريباً فترة ( 45 دقيقة - ساعة ) .
لكن اليوم ومع روتين
وطبيعة الحياة فإن وقت غفوة النهار يكون ما بين الظهر والعصر .
• وقبل ذلك كله
وبعده لا تنسى الالتزام بورد (دعاء) النوم.
* مشاكل النوم .
إن أهم مشاكل النوم
تنحصر في جانبين :
الجانب الأول :
زيادة النعاس أثناء النهار .
الجانب الثاني :
الأرق .
فهما مشكلتان
متقابلتان .
مراكز دراسات
اضطرابات النوم سعت ولا تزال في تشخيص هذه المشاكل ومحاولة إيجاد الحلول والعلاجات
النافعة لها .
ولعلي ألخص باختصار
أسباب هذه المشاكل وأهم طرق علاجها .
أولا : زيادة النعاس
أثناء النهار .
يقول الدكتور أحمد
باهمام :
أخذ الأرق حيزا
كبيرا من اهتمام المختصين والعامة على حد سواء كأحد أهم اضطرابات النوم وهو بدون
شك مشكلة طبية مهمة ولكن هناك مشكلة طبية أخرى لا تقل أهمية و قد يكون لها مضاعفات
أكبر ولكنها لم تلق نفس الاهتمام. هذه المشكلة هي زيادة النعاس أثناء النهار أو
زيادة احتمالات النوم في اوضاع غير مناسبة للنوم. والذين يعانون من هذه المشكلة قد
ينامون في أوضاع غير مناسبة كالنوم أثناء القراءة أو أثناء مشاهدة التلفاز وفي بعض
الأحيان قد ينام المصاب في الأماكن العامة أو في العمل مما قد يسبب الكثير من
المشاكل للمصاب. وقد تؤدي هذه المشكلة إلى مضاعفات خطيرة للمصاب إذا حدث النوم
اثناء القيادة أو إذا كان المصاب يتعامل مع آلات ثقيلة أو حادة. وزيادة النعاس
مشكلة شائعة نسبيا فقد أظهرت بعض الدراسات أن 5% من الناس يعانون منها.
أسباب زيادة النعاس
أثناء النهار .
يمكن القول أن
الأسباب منشؤها من جهتين :
الأولى : أسباب
سلوكية .
وأهم سبب في هذا هو
: عدم الحصول على ساعات نوم كافية أثناء الليل وهو سبب شائع يتعلق بنمط حياة الشخص
وظروف عمله .
وعلاج هذا السبب
يكون بتعديل نمط الحياة وتنظيم وقت النوم والتبكير له مع الاستعانة بالله جل وتعالى ولزوم الهدي النبوي في النوم .
والحقيقة أن في
الدماغ ما يسمى بالساعة البيولوجية التي تجعلنا نستيقظ من النوم في ساعة محددة كل
صباح ، وتشعرنا بالنعاس في الوقت ذاته من كل مساء إذا ما اعتدنا على ذلك.
ويعتقد الباحثون أن
الغدة الصنوبرية التي تفرز الميلاتونين هي التي تمثل الساعة البيولوجية عنده .
وعندما ينتقل أحدنا غربا إلى الجانب الآخر من الكرة الأرضية ، حيث يتأخر الوقت نحو
12 ساعة ، نلاحظ أنه ينشط عندما يحين منتصف الليل . فجسمنا مبرمج لأن نكون نشيطين
في الساعة 12 ظهرا حسب توقيت بلادنا ،
أي عندما ينتصف الليل في نصف الكرة الآخر ،
والعكس صحيح .
الجهة الثانية :
أسباب عضوية .
وهي التي تسمى بـ (
اضطرابات النوم ) هناك عدد من اضطرابات النوم العضوية التي تسبب زيادة النعاس .
والمريح في الأمر أن
اكثر هذه الاضطرابات يمكن تشخيصها تشخيصا دقيقا وعلاجها والحصول على نتائج جيدة
إذا حضر المصاب إلى الطبيب المختص في وقت مبكر.
أهم هذه الاضطرابات
:
1 - الشخير وتوقف
التنفس أثناء النوم .
في هذا الاضطراب
ينسد مجرى العلوي الهواء بشكل متكرر أثناء النوم بصورة كاملة أو جزئية، مما يؤدي
إلى انقطاع التنفس، أو التنفس بشكل غير فعال الأمر الذي يؤدي إلى تقطع في النوم،
وهذا التقطع بدوره يؤدي إلى زيادة النعاس أثناء النهار.
أكثر من يصاب به
الرجال الذين يعانون من الوزن الزائد ( السمنة ) أو من يكون لديهم مشاكل غير
طبيعية في الأنف أو الحلق أو أي جزء من مجرى الهواء العلوي.
2 - مرض نوبات
النعاس أو النوم القهري .
النوم القهري مرض
يصيب الجهاز العصبي ويرافق المريض مدى الحياة وإذا لم يشخص ويعالج قد يؤثر على المريض تأثيرا بالغا. وأهم أعراض هذا المرض نوبات شديدة من النعاس لا يمكن
مقاومتها تحدث أثناء النهار ويمكن أن تحدث في أي وقت وبدون سابق إنذار. وقد تحدث
هذه النوبات في أوقات وأوضاع غير مناسبة.
نوبات هذا المرض
عادة ما تظهر في معظم الحالات في بداية سن المراهقة.
ويصور الناس الشخص
المصاب بالنوم القهري في صورة الشخص الكسول والخامل مما ينعكس سلبا على نفسية
المريض ويقلل من ثقته بنفسه ويخلق له مشاكل كثيرة في المدرسة والعمل.
أهم أعراض هذا
الاضطراب :
- الشلل المفاجئ
أثناء اليقظة . وهذا العرض هو العرض المميز للنوم القهري. وخلاله يحدث شلل أو ضعف
في عضلات الجسم كلها أو بعضها.
- شلل النوم . وهو
عدم القدرة على تحريك الجسم أو أحد أعضائه عند بداية النوم أو عند الاستيقاظ.
- الهلوسة التي تسبق
النوم . وهي أحلام تشبه الحقيقة تحدث عند بداية النوم ويصعب أحيانا تفريقها عن
الواقع.
وهذا المرض لا يؤثر
بصورة مباشرة على الذكاء أو القدرات العقلية ولكنه قد يؤثر بصورة غير مباشرة على
التحصيل العلمي نتيجة للنوم الزائد ونقص ثقة المريض بنفسه.
3 - حركة الأطراف
الأرجل أثناء النوم .
وتتميز بنوبات
متكررة من حركة الأطراف (عادة الأطراف السفلى) خلال النوم ، الأمر الذي يمنع
المصاب من الوصول إلى مراحل النوم العميق المهمة لراحة الجسم. وعادة ما تحدث
الحركة في إصبع القدم الكبير، في حين يكون الكاحل والركبة والورك في حالة انثناء
بسيطة. ويحدث انقباض العضلات بصورة متكررة كل 20-40
ثانية، ويستمر كل انقباض لمدة
نصف إلى خمس ثواني، وقد تكون الحركة بسيطة ولا تستطيع العين غير الخبيرة اكتشافها،
ولكنها كفيلة بجعل النوم غير مستقر ومتقطع. وتتلخخص أهم أعراض هذا الإضطراب في
التالي:
- الأرق .
- زيادة النعاس خلال
النهار .
4 - الأسباب الأخرى
التي تؤدي إلى تقطع النوم ومن ثم زيادة النعاس: كترجيع الحمض للمريء أثناء النوم
واضطرابات التنفس المزمنة ونقص وظائف الغدة الدرقية.
5 - فرط النعاس
المجهول السبب.
العلاج :
ينقسم العلاج إلى
علاج بالعقاقير الطبية والعلاج السلوكي.
العلاج بالعقاقير:
هناك الكثير من الأدوية المنبهة التي تستخدم في هذه الحالة أهمها مشتقات
الأمفيتامين. وحديثا تم استخدام عقار جديد يدعى مودافينيل. والمريض الذي يستخدم
أيا من هذه الأدوية يحتاج إلى متابعة دقيقة من طبيب مختص.
العلاج السلوكي:
ويتكون أساسا من
الانتظام الكامل في مواعيد النوم والاستيقاظ وفي نظام الحياة بصورة عامة
الغفوات
الاستراتيجية: وتعني أخذ غفوات قصيرة (10-15 دقيقة) عند الشعور بالنعاس الشديد إذا
سمحت الظروف.
شلل النوم و الشلل
المفاجئ أثناء اليقظة والهلوسة التي تسبق النوم: يستخدم لعلاجها مضادات الاكتئاب. وسبب استخدام هذه الأدوية أنها تقلل من مرحلة الأحلام مما ينتج عنه تخفيف الأعراض
السابقة.
ثانياً : الأرق .
الأرق مشكلة شائعة
جدا فقد أظهر أكثر من استبيان أن حوالي 30% من الناس قد يعانون من صعوبات في
النوم. وهذه المشكلة تصيب السيدات أكثر من الرجال وكبار السن أكثر من الشباب.
والأرق في حد ذاته
ليس مرضا وإنما يمكن النظر إلى الأرق على أنه في المجمل عرض لمشكلة طبية أخرى كما
أن الصداع عرض لمشاكل طبية. ويعرف الأرق على أنه الشكوى من عدم الحصول على نوم
مريح وهو ما يؤثر على نشاط المصاب خلال النهار. ويمكن أن يقسم الأرق إلى ثلاثة
أقسام:
1. صعوبة البدء في
النوم: ويشكو المصابون من صعوبة في النوم عند ذهابهم إلى فراش النوم ولكن ما إن
يناموا فإن نومهم يستمر بشكل طبيعي.
2. الاستيقاظ
المتكرر: ويدخل المصابون في النوم بسهولة ولكنهم يشكون من تقطع النوم وعدم
استقراره واستمراريته.
3. الاستيقاظ
المبكر: ويشكو المرضى من الاستيقاظ في ساعة مبكرة من النهار وعدم القدرة على
العودة إلى النوم.
وهناك تقيسم آخر
للأرق يعتمد على طول الفترة التي يعاني المصاب فيها من الأرق:
1. أرق مؤقت: من
ليلة إلى ثلاث ليلال
2. أرق قصير المدى:
من اربع ليال إلى ثلاثة أسابيع
3. أرق مزمن: أكثر
من ثلاثة أسابيع
ويشكو المصابون
بالأرق عادة من الخمول خلال النهار ونقص التركيز وضعف الإنتاجية وقد يشكون من
النعاس. والمصابون بالأرق أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.
وليس كل من ينام
ساعات قليلة يشكو من الأرق .
أسباب الأرق .
يمكن تقسيم أسباب
الأرق إلى ثلاثة اسباب :
1 - أسباب نفسية .
أظهرت الدراسات أن
40% من المصابين بالأرق لديهم اضطرابات نفسية. والأسباب النفسية التي تسبب الأرق
متعددة فمنها الاكتئاب والقلق والضغوط العائلية والوظيفية وغيرها. وعندما نتحدث عن
الاضطرابات النفسية فنحن لا نعني أن المصاب مجنون أو مريض نفسي ولكن تغير أسلوب
الحياة المدنية الحديثة نتج عنه الكثير من الضغوط النفسية التي قد تؤثر على النوم
.
2 - أسباب عضوية .
وهي متعددة منها :
- الاضطرابات
التنفسية: ومنها الشخير وتوقف التنفس اثناء النوم، توقف التنفس المركزي وخاصة عند
المصابين بهبوط القلب، والحساسية التنفسية لمجرى الهواء العلوي أو السفلي.
- ارتداد الحمض إلى
المرئ: وتعني استرجاع الحمض من المعدة إلى المرئ .
- متلازمة حركة
الساقين غير المستقرة .
- النوم غير المريح
.
- الألم: الألم مهما
كانت أسبابه قد يؤدي إلى الأرق.
- أسباب طبية أخرى:
كالشلل الرعاش وأمراض الكلى واضطراب الغدة الدرقية السكر وغيرها.
3 - الأسباب
السلوكية والبيئية .
مثل :
- عدم الانتظام في
مواعيد النوم والاستيقاظ .
- الأرق المكتسب
(الأرق السيكوفيزيولوجي): وهنا يعاني المصاب من الأرق نتيجة لبعض العوارض
الاجتماعية أو الضغوط النفسية ولكن بعد زوال السبب الذي أدى للأرق تستمر مشكلة
الأرق مع المريض وذلك بسبب اكتساب المريض عادات خاطئة في النوم خلال الفترة
السابقة .
- الخمول والكسل:
فقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يعيشون حياة خاملة ينامون بصورة أسوأ من
الذين يعيشون حياة نشطة مليئة بالحيوية. والرياضيون بصورة عامة ينامون أفضل من
الخاملين.
- الإفراط في
استخدام المنبهات أو استخدام الكحول: والمنبهات تشتمل على المشروبات المنبهة
كالقهوة والشاي والكولا والشوكولا. كما أن دخان السجائر يعتبر من المنبهات. أما
بالنسبة للكحول فإنه من المثبت علميا أنه يؤدي إلى الأرق وتقطع النوم كما أنه يزيد
من اضطرابات التنفس أثناء النوم.
العلاج .
الأرق عرض أكثر منه
مرض. لذلك يجب أن يوجه العلاج إلى سبب الأرق. فإذا كان السبب عضويا أو نفسيا فيجب
أن يشخص أولا ويتم علاجه بعد ذلك وكنتيجة لعلاج السبب فإن الأرق يتحسن.
- العلاج الروحي .
روى الترمذي
والطبراني من حديث بريدة ابن الحصيب رضي الله عنه قال: ( شكا خالد بن الوليد
المخزومي رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ما
أنام الليل من الأرق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا أويت إلى فراشك فقل اللهم
رب السماوات السبع وما أظلت، ورب الأرضين وما أقلت، ورب الشياطين وما أضلت، كن لي
جاراً من شر خلقك كلهم جميعاً أن يفرط على أحد منهم أو يبغي علي، عز جارك، وجل
ثناؤك، ولا إله غيرك، أو لا إله إلا أنت).
كما أن هذا لا يمنع
أن يستشير المريض طبيبا نفسياً لمساعدته .
- العلاج السلوكي .
يتمثل في :
. الانتظام في
مواعيد النوم .
. المحافظة على
الرياضة .
. التقليل والانتهاء
عن المنبهات .
- العلاج العضوي .
ينبغي على المريض
بالأرق لأسباب عضوية مراجعة الطبيب واستشارته في استخدام بعض الحبوب المنومة التي
لا ينبغي الإفراط في تناولها لأن لها أثارا سلبية صحية ونفسية فيما إذا استخدمت
استخداماً خاطئاً .
أسأل الله العظيم أن
يمنّ علينا بشكر نعمه وقدره حق قدره وأن يقر أعيننا بذكره وطاعته إنه ولي ذلك
والقادر عليه
والحمد لله رب
العالمين .
|